'أب الحركة الوطنية مصالي الحاج توفي دون وثائق تثبت هويته الجزائرية''

فيد مصالي الحاج، الدكتور شكيب بن قلفاط، يكشف لـ ''الخبر''
''أب الحركة الوطنية توفي دون وثائق تثبت هويته الجزائرية''



كشف الدكتور شكيب بن قلفاط، حفيد مصالي من ابنته جنينة المقيمة بكندا،
بأنّه ''من غير اللائق على الأمة الجزائرية تركها لمؤسس الحركة الوطنية
الجزائرية يتوفى دون أن تكون بحوزته لا جواز سفر ولا بطاقة تعريف وطنية''.
أوضح الدكتور شكيب بن قلفاط، في حوار مع ''الخبر'' بمناسبة ذكرى رحيل
مصالي الحاج المصادفة للثالث جوان، بأن ''عائلة مصالي التي كانت تعيش في
المنفى، لم تجد المال الكافي لعلاجه بعد إصابته بداء السرطان، وقد تطوّع
نقابيو عمال التربية بفرنسا لعلاجه على عاتقهم ليفارق الحياة بعيادة
تعاضدية المعلمين بباريس''.
حفيد مصالي الحاج أكد لـ''الخبر'' بأن هذا الأخير ''المعروف بشهامته لم
يكن يريد إحراج العائلة بتوصية دفنه بتلمسان، إلا أنّه كان يضع صورة
لمدينة تلمسان داخل مصحف القرآن الذي كان يقرأه يوميا. وأضاف حفيد مصالي
''فهمنا نحن أفراد العائلة أنها رسالة ذكية من الزعيم ليدفن بمسقط رأسه''.
وعن أجواء الجنازة، أضاف الحفيد أنّ ''رئيس ودادية الجزائر بفرنسا في ذلك
التاريخ 1974 تنقّل إلى مقبرة بوبيني بباريس أين كان الجثمان معروضا
لتوديع مناضليه ومحبيه الذين جاوزوا الآلاف من كل أوروبا، حاول نزع العلم
الجزائري من على النعش، فمنعه المشيّعون بالسلاح ليتراجع وينصرف''.
وعلى ذكر العلم الجزائري الذي فكّر فيه مصالي الحاج وقامت زوجته الفرنسية
بخياطته مثلما تذكره المراجع التاريخية، أعاد علينا الدكتور شكيب باكيا
كيف أنّ مصالي يوم زار المغرب سنة 1969 لتفقّد ابنته جنينة، أم شكيب،
وأثناء تجوله بالرباط وصل صدفة أمام سفارة الجزائر هناك وتوقّف مدة طويلة
وهو يتأمل علم بلاده مرفرفا في سماء المغرب، ليتأكد أنّ الرجل ظلم ولم
تعرف له أمته قدر نضالاته. الدكتور شكيب بن قلفاط أثنى كثيرا على جرأة
الرئيس بوتفليقة، معتبرا إياه أوّل من كسر طابو، ففتح أبواب التاريخ
المغلقة بإطلاق اسم مصالي على مطار تلمسان الدولي، متسائلا إلى متى سنسمع
عن شارع أو حي جامعة تحمل اسم أب الحركة الوطنية.
حفيد مصالي الحاج قال أنّ العائلة تحوز على المذكرات التي كتبها الزعيم،
وهي وثائق تاريخية هامة للباحثين والعائلة مستعدة لتسليمها للدولة
الجزائرية. لكن للأسف فلا المكتبة الوطنية ولا الأرشيف الوطني طلبا ذلك.
منبّها في سياق متصل أنّ المذكرات التي طبعت سنة 2005 من قبل الوكالة
الوطنية للنشر والإشهار طالها التحريف بحذف ما كتبه تقديما لها لكل من
الرئيس ''بن بلة'' والمؤرخ ''محمد حربي'' والمؤلفان الفرنسيان ''شارل
أندري جوليان'' صاحب مؤلف ''شمال إفريقيا تسير'' والمؤرخ ''شارل روبير
آجرون'' وأخبر محدثنا بأنّ مصالي في سنواته الأخيرة حاول نسيان الماضي،
وكان يتحدث عن مستقبل الجزائر ببعد نظر، فطموحه كان هو تحقيق الديمقراطية
الحقّة والتعددية السياسية ووحدة المغرب العربي وكان فكره متسامحا حتى مع
من ظلمه.
الدكتور شكيب قال أنّ المحاولة الوحيدة من النظام للتقرب من مصالي الحاج
كانت بعد الاستقلال في محاولة فاشلة لاغتياله بفرنسا، معتبرا أنّ المصالحة
الحقة مع نضالات مصالي الحاج تقتضي ردّ الاعتبار لكل مناضلي الحركة
الوطنية واعتبارهم مجاهدين وليسوا خونة. أما العائلة فليس لها أية أطماع
مادية لأنّ ما صنعه مصالي كان من أجل وطنه وأمته.